يجب ردّ جميع الأمور إلى مشيئة الله وحده

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -ﷺ- قَالَ: (لاَ تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ فُلاَنٌ، وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ) (أخرجه أبو داود 4980، وصححه الألباني). حرص الإسلام على ردِّ جميع الأمور إلى مشيئة الله وحده وتدبيره وقضائه، حتى يكون المسلم على علمٍ تامٍّ بأنَّ الله وحده هو مُصرف الأمور ومدبِّر الحوادث والقضايا، وليس لأحدٍ دور في ذلك.[/box]

الشرح والإيضاح

كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم حريصًا أشدَّ الحِرصِ على رِعايةِ جَنابِ التَّوحيدِ للهِ سُبحانَه، ونفي الشَّريكِ في مُلكِه وفي صِفاته وأفعالِه، وعلَّمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم المسلمينَ المعانِيَ التي تدلُّ على الشِّركِ باللهِ؛ لِيجتَنِبوها.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: لا تَقولوا: ما شاءَ اللهُ وشاءَ فُلانُ، وهذا نَهيٌ عن أن يَقولَ المرءُ في كلامِه: ما شاءَ اللهُ وشاءَ فُلانٌ، أو ما شاءَ اللهُ وفلانٌ؛ لأنَّ مَشيئةَ اللهِ مُطلَقةٌ ولا يُشارِكُه فيها أحدٌ، وفي استِخدامِ واوِ العَطفِ إشعارٌ بمشارَكةِ أحدٍ معَ اللهِ، وهذا لا يصِحُّ ولوْ بالقولِ، أمَّا إذا اقترَنَ بالاعتِقادِ؛ فإنَّ هذا هو الشِّركُ الأكبرُ.
ولكِنْ قُولوا: ما شاءَ اللهُ، ثُمَّ شاءَ فُلانٌ، أي: اجعَلُوا مَشِيئةَ العبدِ تابعةً لمشيئةِ اللهِ.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن إشْراكِ الخَلقِ في مَشيئةِ اللهِ ولو باللَّفظِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/29515