ورد في السواك زيادة على مائة حديث

قال رسول الله ﷺ: «السّواكُ مَطهَرةٌ للفم مَرضاةٌ للرّبّ» صحيح الجامع: ٣٦٩٥.

قال الصنعاني: «قد ذُكِرَ في السواك زيادة على مائة حديث، فواعجبًا لسُنَّةٍ تأتي فيها الأحاديث الكثيرة، ثُم يهملها كثيرٌ من الناس، بل كثير من الفقهاء، فهذه خيبة عظيمة» سبل السلام: ١/ ١٧٥.

الشرح والإيضاح

لقد حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على النَّظافةِ والتَّطهُّرِ في البدَنِ كلِّه؛ حتَّى جعَل الطُّهُورَ شَطْرَ الإيمانِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “السِّواكُ”، أي: العُودُ الَّذي تُدلَكُ به الأسنانُ لتنظيفِها، ويُصنَعُ مِن شجرةِ الأَرَاكِ وغيرِها، “مَطْهَرَةٌ للفَمِ”، أي: مُنظِّفٌ للفَمِ مِن عوالِقِ الطَّعامِ وروائحِه الكريهةِ، وهذا مِن مُتطلَّباتِ النَّظافةِ الَّتي حَثَّ عليها الشَّارعُ، “مَرْضاةٌ للرَّبِّ”، أي: استِعمالُه مُرْضٍ للهِ سُبحانَه وتعالى؛ وذلكَ لِمَا يُسبِّبُه مِن طَهارةٍ للفَمِ فيَجلِبُ رِضا اللهِ سبحانه الذي يُحبُّ الطَّهارةَ والنظافةَ، ولأنَّ الإتيانَ بالمأمورِ به مُوجِبٌ للثوابِ، وطِيبُ رائحةِ السِّواكُ قبلَ الصَّلاةِ- التي هي مناجاةُ الربِّ- يُحبِّها صاحِبُ المناجاةِ، ولعلَّ الاقتصارَ على ذِكْرِ هاتَينِ الخَصلتَينِ فقط مع أنَّ للسِّواكِ فوائدَ أُخَرَ؛ لأنَّهما أفضلُها، أو لأنَّهما يَشملانِ غيرَهما؛ فإنَّ فوائدَه مُنحصِرةٌ في تَحصيلِ الطَّهارةِ الظاهريَّةِ والباطنيةِ والحِسيَّةِ والمعنويَّةِ في الدنيا، وفي تَكميلِ رِضا اللهِ سُبحانَه وتَعالَى.
وفي الحديثِ: الحثُّ والتَّرغيبُ في استعمالِ السِّواكِ.
وفيه: بيانُ ما في بَعضِ الأعمالِ القَليلةِ مِن كَثرةِ الأجرِ والثَّوابِ .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/32476

تحميل التصميم