نداء لمن يريدون إخضاع الأمور لأهوائهم

من يريدون إخضاع الأمور تبعًا لهواهم: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ﴾ المؤمنون: 71.
﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾ الأنعام: 116.

الأنعام: 116.

الشرح و الإيضاح

(وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ).
أي: ولو جاء الحَقُّ بما يُوافِقُ أهواءَهم الفاسِدةَ المُختَلِفةَ، لفَسَدتِ السَّمواتُ والأرضُ ومَن فيهنَّ مِنَ المَخلوقاتِ، واختَلَّ نِظامُ العالَمِ.
(بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ).
أي: بلْ أتَينا أولئك المُشرِكينَ بالقُرآنِ المُبَيِّنِ للحَقِّ، وفيه شَرَفُهم وعِزُّهم في دُنياهم وأُخراهم؛ فهُمْ عن القُرآنِ -الَّذي فيه شَرَفُهم وعِزُّهم- مُعرِضونَ لا يَتَّبِعونَه!
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/23/10

(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ).
أي: وإنْ تُطِعْ أكثرَ أهْلِ الأرضِ- يا مُحمَّد- يَصْرِفوك ويصدُّوكَ عَن دِينِ الله عزَّ وجلَّ؛ فإنَّ أكثَرَهم قد انحَرَفوا عن طريقِ الحَقِّ.
(إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ).
أي: وهُم في ضَلالِهم ليسوا على يقينٍ مِن أَمْرِهم، وليس لديهم مُستنَدٌ علميٌّ يُثبِتُ صِحَّةَ طريقِهم، فغايَتُهم أنَّهم يتَّبعونَ ظُنونًا باطلةً، لا تُغني من الحَقِّ شيئًا، ويَكْذِبونَ على الله تعالى فيقولونَ عليه ما لا يَعْلَمونَ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/6/30

تحميل نسخة الطباعة