ميِّز الخبيث من الطيب وفرِّق بينهما

لتكن لديك القدرة على تمييز الخبيث من الطيب والتفرقة بينهما، حتى لا تقع فيما لا تُحْمَد عقباه.

{قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 100].

{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الأنعام: 116].

الشرح والإيضاح

(قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ).
أي: قلْ- يا محمَّد- للنَّاس: لا يَستوي الخبيثُ والطيِّب من كلِّ شيءٍ؛ مِن أشخاصٍ وأعمالٍ وغيرِ ذلك، فلا يَستوي المؤمنُ والكافرُ، ولا تَستوي الطاعةُ والمعصيةُ، ولا يَستوي الحلالُ والحرام.
(وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ).
أي: فلا تَعجبنَّ- أيُّها الإنسانُ- مِن كثرةِ الخبيث مِن أيِّ شيءٍ كان، فلا تُعجبْك كثرةُ مَن يَعصي الله؛ فإنَّ الفلاحَ لأهلِ الطاعةِ وإنْ قلُّوا، والقليلُ الحلالُ النافع خيرٌ من الكثيرِ الحرام الضارِّ.
(فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
أي: يا أصحابَ العقولِ الصَّحيحةِ الرَّاشدة، اتَّقوا اللهَ سبحانه بامتثالِ ما أمرَكم به، واجتنابِ ما نهاكم عنه؛ كي تَظفَروا بما تَأمُلون، وتَنجُوا ممَّا تَحذرون في الدُّنيا والآخِرة.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/5/30

(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ).
أي: وإنْ تُطِعْ أكثرَ أهْلِ الأرضِ- يا مُحمَّد- يَصْرِفوك ويصدُّوكَ عَن دِينِ الله عزَّ وجلَّ؛ فإنَّ أكثَرَهم قد انحَرَفوا عن طريقِ الحَقِّ .
(إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ).
أي: وهُم في ضَلالِهم ليسوا على يقينٍ مِن أَمْرِهم، وليس لديهم مُستنَدٌ علميٌّ يُثبِتُ صِحَّةَ طريقِهم، فغايَتُهم أنَّهم يتَّبعونَ ظُنونًا باطلةً، لا تُغني من الحَقِّ شيئًا، ويَكْذِبونَ على الله تعالى فيقولونَ عليه ما لا يَعْلَمون .
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/6/30

تحميل التصميم