من مواعظ القرآن – المسلم لا يكون عبدًا للنعمة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [سورة هود: 9-11].[/box]

الشرح و الإيضاح

وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9).
أي: ولَئِن أعطَينا الإنسانَ منَّا نِعمةً- كالعافيةِ وسَعةِ الرِّزقِ وطِيبِ العَيشِ- فوجدَ لذَّتَها، ثمَّ سَلَبْناها منه؛ يظلُّ شديدَ اليأسِ مِن حصولِ الخَيرِ له في المُستقبَلِ، جَحُودًا نِعَمَ اللهِ عليه، قَلِيلَ الشُّكرِ لرَبِّه .
كما قال تعالى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ [الروم: 36].
وقال سُبحانه: وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ [الشورى: 48].
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10).
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي.
أي: ولَئِن أذَقْنا الإنسانَ نِعمةً بعدَ ضيقٍ كان فيه، ليقولَنَّ غِرَّةً باللهِ عزَّ وجلَّ، وجرأةً عليه، وجهلًا بإنعامِه: ذهبَ الضِّيقُ والشِّدَّةُ والمكروهُ عنِّي، ولن يُصيبَني بعد ذلك سوءٌ!!
كما قال الله سبحانَه: لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ * وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ [فصلت: 49-51].
إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ.
أي: إنَّه لشديدُ الفرحِ بنِعَم اللهِ عليه، فخورٌ على غيرِه بها، ولا يشكُرُ اللهَ عليها، وينسى تقلُّباتِ أحوالِ الدُّنيا ونكَدَها، وينسى طلَبَ النَّعيمِ الباقي، والسُّرورِ الدَّائِمِ في الآخرةِ .
كما قال تعالى: وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا [الروم: 36].
وقال سُبحانه: وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا [الشورى: 48].
إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11).
أي: إلَّا الذين صَبَروا عند الضَّرَّاءِ، ونزولِ الشدائدِ والمكارِه، وعَمِلوا الصَّالحاتِ فِي السرَّاءِ، وحلولِ الرَّخاءِ والعافيةِ؛ شكرًا لله على نعمائِه، أولئك لهم مَغفِرةٌ من اللهِ لِذُنوبِهم، ولهم جزاءٌ عظيمٌ .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/11/3