من آداب الدعاء العزم في المسألة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “”إذا دَعا أحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، ولا يَقُولَنَّ: اللَّهُمَّ إنْ شِئْتَ فأعْطِنِي، فإنَّه لا مُسْتَكْرِهَ له”” (صحيح البخاري ٦٣٣٨).[/box]

الشرح و الإيضاح

يُعَلِّمُنا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم آدابَ الدُّعاءِ فَيَقولُ: إذا دَعا أحَدُكُم فَلْيَعْزِم المَسألةَ، أي: فَليَقطَعْ بِالسُّؤالِ، وَلا يَقولَنَّ اللَّهُمَّ إنْ شِئتَ فَأَعْطِني، أي: فَلا يَشُكَّ في القَبولِ، بَل يَستَيقِن وُقوعَ مَطلوبِهِ، وَلا يُعَلِّقْ ذلك بِمَشيئةِ اللَّهِ؛ فإنَّه لا مُستَكْرِه له. والمُرادُ: أنَّ الَّذي يَحتاجُ إلى التَّعليقِ بِالمَشيئةِ ما إذا كانَ المَطلوبُ مِنه يَتَأتَّى إكْراهُه على الشَّيءِ، فَيُخَفِّفُ الأمرَ عليه، وَيَعلَمُ أنَّه لا يَطلُبُ مِنه ذلك الشَّيءَ إلَّا برِضاه. وأمَّا اللَّهُ سُبحانَهُ فهو مُنَزَّهٌ عَن ذلك؛ فليس لِلتَّعليقِ فائِدةٌ، فَيَنبَغي الاجتِهادُ في الدُّعاءِ، وأن يَكونَ الدَّاعي على رَجاءِ الإجابةِ، ولا يَقنَط مِن رَحمةِ اللَّهِ تعالى؛ فَإنَّهُ يَدعو كَريمًا، ولا يَستَثْنِ، بَل يَدعو دُعاءَ البائِسِ الفَقيرِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/4469