مصائب محقرات الذنوب

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ ﷺ: «يَا عَائِشَةُ! إِيَّاكِ وَمُحَقِّرَاتِ الأَعْمَالِ؛ فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ طَالِبًا». (أخرجه ابن ماجة 4243، وصححه الألباني). “”محقرات”” جمع محقرة؛ وهي الذنوب التي يحتقرها فاعلها. “”طالبًا””؛ أي نوعًا من العذاب يَعقبه، فكأنه يطلبه طلبًا لا مردَّ له، فالتنوين للتعظيم، أي طالبًا عظيمًا، فلا ينبغي أن يغفل عنه بل ينبغي أن يخشى منه. ومن أعظم مصائب هذه المحقرات أنها تُظلِم القلب وتُسوِّده، إذا لم يتب منها صاحبها ويستغفر الله تعالى.[/box]

الشرح والإيضاح

حذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أُمَّتَه مِن الذُّنوبِ كلِّها صَغيرِها وكَبيرِها؛ لأنَّه إذا كانتِ الكَبائرُ ظاهرةً وأثَرُها يَكونُ واضِحًا؛ فإنَّ صَغائرَ الذُّنوبِ قد تَكثُرُ في فِعلِ الإنسانِ دونَ أن يَشعُرَ فتُصبِحُ مُهلِكةً له.
وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رَضي اللهُ عنها: قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: يا عائِشةُ، إيَّاكِ ومُحقَّراتِ الأعمالِ؛ فإنَّ لها مِن اللهِ طالِبًا، أي: ومُحقَّراتُ الذُّنوبِ وهي ما لا يُبالي المرءُ به مِن الذُّنوبِ مُستَصغِرًا لها، والتَّحذيرُ منها لأنَّها أسبابٌ تُؤدِّي إلى ارتكابِ الكَبائرِ، وكما أنَّ صِغارَ الطَّاعاتِ تَجُرُّ إلى كِبارِها، فصِغارُ الذُّنوبِ تَجُرُّ بعضُها بعضًا حتَّى تُزيلَ أصْلَ السَّعادةِ بهَدْمِ الإيمانِ عندَ الخاتمَةِ، ومعنى فإنَّ لها مِن اللهِ طالبًا ملَكًا مُكلَّفًا بحَصْدِها على أصحابِها فيَكتُبُها؛ فهي عند اللهِ تعالى عَظيمةٌ؛ حيثُ خَصَّ لأجْلِها ملَكًا، فإذا اجتمَعَتِ الصَّغائرُ ولم يُكفَّرْ عنها أهلَكَتْ صاحبَها، ولم يَذكُرِ الكَبائرَ؛ لِنُدرةِ وُقوعِها مِن الصَّدرِ الأوَّلِ مِن الصَّحابةِ، وشِدَّةِ تَحرُّزِهم عنها، أو أنَّه أنذَرَهم ممَّا قد لا يَكتَرِثون به، فتَصيرُ الصَّغيرةُ كبيرةً.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/42293