قال تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) النمل:62.
تفسير القرطبي: ١٦/١٩٣.
ضمن الله تعالى إجابة المضطر إذا دعاه، وأخبر بذلك عن نفسه؛ والسبب في ذلك أن الضرورة إليه باللجأء ينشأ عن الإخلاص وقطع القلب عما سواه. وللإخلاص عنده سبحانه موقع وذمة، وُجِدَ من مؤمن أو كافر، طائع أو فاجر.
الشرح و الإيضاح
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ).
أي: آللهُ الَّذي يُعطي المحتاجَ ما يَسألُه مِن الأشياءِ العَسِرةِ الحُصُولِ، ويُزيلُ الضرَّ والكَربَ إنْ شاء، ويَستخلِفُكم في الأرضِ (29) ؛ خيرٌ أمْ تلك المعبوداتُ العاجزةُ عن تحقيقِ ذلك؟!
(أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ).
أي: أمَعَ اللهِ معبودٌ آخَرُ يُجيبُ المُضطَرَّ، ويَكشِفُ السُّوءَ، ويَستخلِفُكم في الأرضِ؟!
(قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ).
أي: قليلًا ما تَتذكَّرون عَظَمةَ اللهِ ونِعَمَه وحُجَجَه؛ لإعراضِكم وغَفلتِكم؛ فلِذا أشرَكْتُم باللهِ!
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/27/9