لا حسد إلا في اثنتين

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال رسول الله ﷺ: “”لا حسَدَ إلَّا في اثنتَيْنِ: رجُلٌ آتاهُ اللهُ القُرآنَ، فهو يَتلوهُ آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ، ورجُلٌ آتاهُ اللهُ مالًا، فهو يُنفِقُهُ في حقِّهِ”” رواه البخاري.[/box]

الشرح والإيضاح

يُشِير النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ إلى أنَّ الحَسَدَ أنواعٌ مختلِفة:
فمِنه: حَسَدٌ مذمومٌ محرَّم شرعًا، وهو أنْ يتمنَّى المرءُ زوالَ النِّعمة عن أخيه.
ومنه: حَسَدٌ محمودٌ مستحَبٌّ شرعًا، وهو أنْ يرَى نِعمةً دِينيَّةً عند غيرِه فيتمنَّاها لنفسِه من غيرِ تمنِّي زوالِها عن صاحبِها، وهو ما عَنَاه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بقولِه: «لا حَسَدَ إلا في اثنتَيْن»، أي: أنَّ الحسدَ تختلِف أنواعُه وأحكامُه بِحَسَبِ اختلافِ أنواعِه، ولا يكون محمودًا إلَّا في أمرَيْن؛ فالأول: «رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ فهو يَتْلُوه آناءَ الليلِ وآناءَ النَّهارِ»، أي: يَتْلُوه في ساعاتِ الليل والنهار، «فسَمِعه جارٌ له فقال: لَيْتني أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فعَمِلت مِثلَ ما يَعمل»، يعني: فرَتَّلْتُه وقرأتُه مِثل هذا الرجل، «ورجلٌ آتاه الله مالًا فهو يُهلِكه في الحقِّ»، أي: يُنْفِقه كلَّه في الطاعاتِ والبِرِّ، «فقال رجلٌ: لَيْتني أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فلانٌ، فعَمِلت مِثْلَ ما يَعمل».

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/5454