كيف تكون الصدقة قرضًا حسنًا؟

قال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة: 245.
﴿قَرْضًا حَسَنًا﴾ يعني: محتسبًا طيبةً بها نفسه، وقال ابن المبارك: “من مال حلال”، وقيل: لا يَمُنّ، ولا يُؤذي.
تفسير البغوي: ١/٢٥٢.
ذكر لفظ القرض تقريبًا للأفهام؛ لأن المنفق ينتظر الثواب كما ينتظر المسلف ردّ ما أسلف.
تفسير ابن جزي: ١/١١٨.

الشرح والإيضاح

(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً). أي: هل ثمَّة أحدٌ يقتطع جزءًا من ماله الحلال، فينفقه احتسابًا للأجْر، وطلبًا لمرضاة الله تعالى، في أوجه الخيرِ كالجِهاد وغيره، طيِّبةً نفسُه بذلك، ودون أن يُتبع نفقتَه منًّا أو أذًى- فإنَّ الله تعالى لا يَقضيه مثله في الأجر وحسب؟ بل يَزيده الغنيُّ الكريم مرَّة بعد مرَّة، زياداتٍ كثيرة، قد تبلغ سبعمئة ضِعفٍ وتزيد. (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). أي: يُضيِّق الله تعالى الرزق على مَن يشاء من عباده، ويُوسِّعه على مَن يشاء منهم، فالتصرُّف كلُّه بيديه، والأمور كلُّها راجعةٌ إليه؛ فالإمساكُ لا يبسط الرِّزق، والإنفاقُ لا يقبضه، فأنفِقوا- أيُّها العباد- ولا تُبالُوا؛ فالله هو الرزَّاق، وهو مع ذلك غير مضيِّع أعمالكم، بل تجدون ما قدَّمتموه مُوفَّرًا مُضاعَفًا، يوم ترجعون فيه إلى ربِّكم فيُجازيكم بأعمالِكم. المصدر: https://dorar.net/tafseer/2/41

تحميل التصميم