فكر في نفسك وتأمل فيها، مم خلقت وكيف؟

فَكِّر في نفسك، وتأمَّل فيها؛ مِمَّ خُلِقْتَ؟ وكيف خُلِقْتَ؟ فمن عرف نفسه عرف ربَّه.
قال تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الروم: 8].
وقال سبحانه: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} [الطارق: 5-8].

الشرح والإيضاح

(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ). أي: أوَلم يتفكَّرْ أولئك الَّذين يَعلَمونَ ظاهِرًا مِن الحياةِ الدُّنيا وهم غافِلونَ عن الآخرةِ، في أنفُسِهم، فيَعلَموا أنَّ اللهَ وحْدَه خالِقُ السَّمواتِ والأرضِ وما بيْنَهما بالحَقِّ؛ لِيَعبُدَه النَّاسُ ويُطيعوه فيما يأمُرُهم ويَنهاهم، ثمَّ هو يَبعَثُهم لِمُجازاتِهم ثَوابًا أو عِقابًا؟! فما خَلقَ الكَونَ باطِلًا وعَبَثًا بلا غَرَضٍ صحيحٍ، وحِكمةٍ بالغةٍ، وإنَّما خَلَقه مُقتَرِنًا بالحَقِّ، مَصحوبًا بالحِكمةِ. المصدر: https://dorar.net/tafseer/30/2 ﴿فَلۡیَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ مِمَّ خُلِقَ﴾ [الطارق ٥] ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ﴾ أي: فليتدبر خلقته ومبدأه. ﴿خُلِقَ مِن مَّاۤءࣲ دَافِقࣲ﴾ [الطارق ٦] فإنه مخلوق ﴿مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ﴾ وهو: المني ﴿یَخۡرُجُ مِنۢ بَیۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَاۤىِٕبِ﴾ [الطارق ٧] المني الذي ﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ يحتمل أنه من بين صلب الرجل وترائب المرأة، وهي ثدياها. ويحتمل أن المراد المني الدافق، وهو مني الرجل، وأن محله الذي يخرج منه ما بين صلبه وترائبه، ولعل هذا أولى، فإنه إنما وصف الله به الماء الدافق، والذي يحس [به] ويشاهد دفقه، هو مني الرجل، وكذلك لفظ الترائب فإنها تستعمل في الرجل، فإن الترائب للرجل، بمنزلة الثديين للأنثى، فلو أريدت الأنثى لقال: ” من بين الصلب والثديين ” ونحو ذلك، والله أعلم. ﴿إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرࣱ﴾ [الطارق ٨] فالذي أوجد الإنسان من ماء دافق، يخرج من هذا الموضع الصعب، قادر على رجعه في الآخرة، وإعادته للبعث، والنشور [والجزاء] ، وقد قيل: إن معناه، أن الله على رجع الماء المدفوق في الصلب لقادر، وهذا – وإن كان المعنى صحيحًا – فليس هو المراد من الآية. المصدر: https://tafsir.app/saadi/86/8

تحميل التصميم