سخّر الله الأرض لعباده ليعملوا الخير وليس للإفساد

سخَّر الله الأرض لعباده ليستخدموها في الخير، ومهّدها لهم ليعمروها لا ليفسدوا فيها:
{هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: 61].
{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56].
{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205].
{وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77].
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].

الشرح والإيضاح

(هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا).
أي: اللهُ هو الذي ابتدأَ خَلْقَكم من الأرضِ بخَلقِ أبيكم آدَمَ منها، وجعَلَكم تسكُنونَها وتَعمُرونَها وتستغِلُّون خيراتِها.
(فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ).
أي: فاطلُبوا من اللهِ سَترَ ذُنوبِكم الماضِيةِ، والتَّجاوُزَ عن مؤاخَذتِكم بها، ثمَّ توبوا إلى اللهِ توبةً نَصوحًا فيما تستَقبِلونَه، بالرُّجوعِ إلى عبادتِه وَحدَه وطاعتِه.
(إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ).
أي: إنَّ رَبِّي قريبٌ ممَّن أطاعَه مخلِصًا له، وتابَ إليه، مُجيبٌ له إذا دعاه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/11/13

(وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)
أي: ولا تُفسِدوا- أيُّها النَّاسُ- في الأرضِ بالشِّركِ والمعاصي، وغيرِ ذلك مِن أنواعِ الفَسادِ، بعد أن أصلَحَ اللهُ تعالى الأرضَ؛ بإرسالِ الرُّسُلِ، وتقريرِ التَّوحيدِ، وبيانِ الشَّريعةِ، وعَمَلِ الطَّاعاتِ.
(وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا)
أي: وادعُوا اللهَ عزَّ وجلَّ واعبُدُوه، مخلصينَ له في دُعائِكم وعِبادَتِكم، وأنتم في حالِ خَوفٍ مِن غَضَبِ اللهِ وعِقابِه، وطَمَعٍ في رضا اللهِ وثَوابِه.
(إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
أي: إنَّ رحمةَ اللهِ في الدُّنيا والآخِرةِ مرجُوَّةُ الحُصُولِ للمُحسِنينَ في عبادةِ اللهِ، المُحسِنينَ إلى عِبادِ اللهِ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/7/13

(وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا).
أي: كما أنَّ مقالَه مُعْوجٌّ، واعتقاده فاسدٌ، فأفعاله كذلك سيِّئةٌ وقبيحة، فإذا خرَج وانصرف عنك هذا الذي يُعجِبُك قولُه، سار في الأرض مجتهدًا في إفسادِها بالكفر، والظُّلم، وعمَل المعاصي؛ كقَطْع الطَّريق، وإخافة السَّبيل، وغير ذلك.
(وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ).
أي: هِمَّتُه في إتلاف الحَرْث، وهو: محلُّ نَماء الزُّروع والثِّمار، وإتلاف النسل، وهو: نتاجُ الحيوانات؛ فهذانِ لا قِوام للنَّاس إلا بهما، وبإتلافِهما يختلُّ نظامُ الحياة، كما أنَّه إذا سعى في الأرض فسادًا بالكفرِ والظُّلم والمعاصي، منَع اللهُ تعالى القطرَ من السَّماءِ عقوبةً؛ فتَتْلَف الزُّروع، وتموت الحيوانات .
(وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ).
أي: إنَّ الله تعالى لا يحبُّ تلك الأفعالَ، ولا مَن قام بها، وإنْ قال بلسانه قولًا يُعجِب النَّاسَ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/2/35

(وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ).
أي: ولا تَطلُبْ -يا قارونُ- الفسادَ في الأرضِ بالمعاصي والبَغيِ والتكَبُّرِ .
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
أي: إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المُفسِدينَ في الأرضِ بالكُفرِ والمعاصي، والبَغيِ والظُّلمِ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/28/16

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ).
أي: ظَهَر نَقصُ الخَيراتِ، وفِقدانُ المنافِعِ ومَحقُ البَرَكاتِ، وكَثرةُ الشُّرورِ وحُدوثُ المضارِّ والآفاتِ: في بَرِّ الأرضِ وبَحرِها؛ بسَبَبِ وُقوعِ النَّاسِ في الشِّركِ والكُفرِ والظُّلمِ، وارتكابِهم الذُّنوبَ والمعاصِيَ.
(لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
أي: ابتلاهم اللهُ بنَقصِ الخيراتِ وغَيرِها مِن أنواعِ الفَسادِ؛ جزاءً لهم على بَعضِ ذُنوبِهم، لعلَّهم يتوبونَ إليه، ويَترُكونَ الكُفرَ والفُسوقَ والعِصيانَ.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/30/10

تحميل التصميم