ربنا الرحمن وهو المستعان على كل شيء

اطلب العون من الله لنفسك؛ فربنا الرحمن وهو المستعان على كل شيء.

{وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 112]

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5].

{اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153].

الشرح والإيضاح

(وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ).
أي: وربُّنا المتَّصِفُ بالرَّحمةِ الواسِعةِ هو وَحْدَه الذي نَطلُبُ منه العَونَ عليكم -أيُّها المُشرِكونَ- على ما تَفتَرونَه عليه وعلى رَسولِه مِن الوَصفِ الباطِل.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/21/22

﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما عداه. فكأنه يقول: نعبدك، ولا نعبد غيرك، ونستعين بك، ولا نستعين بغيرك. وقدم العبادة على الاستعانة، من باب تقديم العام على الخاص، واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده. و ﴿العبادة﴾ اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة. و ﴿الاستعانة﴾ هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع، ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك. والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية، والنجاة من جميع الشرور، فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما. وإنما تكون العبادة عبادة، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله ﷺ مقصودا بها وجه الله. فبهذين الأمرين تكون عبادة، وذكر ﴿الاستعانة﴾ بعد ﴿العبادة﴾ مع دخولها فيها، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى. فإنه إن لم يعنه الله، لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر، واجتناب النواهي.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/1/5

(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا)
أي: قال موسى لقومِه من بني إسرائيلَ: اطْلُبوا العَوْنَ من اللهِ تعالى على فِرعونَ وقومِه، واصْبِروا على ما يَحِلُّ بكم من المَكارِهِ في أنفُسِكم وأبنائِكم ونسائِكم؛ حتَّى يُنجِّيَكم اللهُ بفضْلِه من ظُلمِهم.
إِ(نَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)
أي: قال موسى لقومِه: إنَّ الأرضَ كُلَّها للهِ، وليسَتْ لفرعونَ ولا لقومِه، يُقدِّرُ اللهُ تعالى لِمَنْ يشاءُ من العِبادِ مِلْكَ شيءٍ منها، ثمَّ ينزِعُه منه، ويُداوِلُه بين النَّاسِ، وَفْقَ مشيئتِه وحِكْمتِه.
(وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
أي: والحالُ الحَسنةُ المَحمودةُ في الدُّنيا والآخِرةِ تكون في آخِرِ الأمرِ للَّذينَ يتَّقونَ اللهَ عزَّ وجلَّ؛ بفِعْلِ أوامِرِه، واجتنابِ نواهيه .
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/7/26

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ).
أي: يا مَعشرَ المؤمنين، عليكم بالْتزامِ الصَّبر وأداءِ الصَّلاة؛ فهُما عونٌ لكم على عظيمِ الأعمال. وذلك مِثل تحمُّل الطاعات كالقِتال في سبيل الله، وترْك المحظورات، وعلى ما يُصيب العبدَ من مصيبات.
(إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
أي: إنَّه سبحانه وتعالى مع الصَّابرين معيَّةً خاصَّةً تَقتضي قُربَه منهم، ومحبَّتَه لهم، ونصْرهم وتأييدَهم، وإعانتهم.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/2/25

تحميل التصميم