دروس في الوضوح والصدق وصفاء القلب

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””] عن عبدالله بن هشام رضي الله عنه قال: كُنّا مع النبيِّ ﷺ وهو آخِذٌ بيَدِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ، فَقالَ له عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شيءٍ إلّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النبيُّ ﷺ: لا، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ. فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النبيُّ ﷺ: “”الآنَ يا عُمَرُ””. (صحيح البخاري ٦٦٣٢). الوضوح، والصدق، وصفاء القلب، ونقاء السريرة هي أفضل الطرق التي تؤدي إلى الاستقرار.[/box]

الشرح والإيضاح

لا يَكتملُ إيمانُ العَبدِ حتَّى يكونَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحبَّ إليه مِن ولدِه ومالِه ونفسِه، وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ هِشامٍ: كنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو آخِذٌ بِيدِ عُمرَ بنِ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه فقالَ له عُمرَ رضِي اللهُ عنه: “يا رسولَ اللهِ، لَأنتَ أحبُّ إليَّ مِن كلِّ شيءٍ إلَّا مِن نَفسِي”، ذَكرَ حُبَّه لِنفسِه بِحَسْبِ الطَّبْعِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له: “لا، والَّذي نَفسِي بِيدِه، حتَّى أكونَ أحبَّ إليكَ مِن نفسِك”، يعني: لا يَكمُلُ إيمانُك حتَّى أكونَ أحبَّ إليك مِن نفسِك، فلمَّا عَلِمَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه أنَّ نجاةَ نفسِه مِنَ الهلاكِ، وتَحقيقَ رُتبةِ الإيمانِ الكاملِ مُتوقِّفةٌ على تقديمِ حُبِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حُبِّ نفسِه، قال: فإنَّه الآنَ واللهِ لَأنتَ أحبُّ إليَّ مِن نَفسِي، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له: «الآنَ يا عُمرُ»، يعني: الآنَ عرَفْتَ يا عُمرُ فَنَطقْتَ بما يَجبُ عليكَ، وبما يَكتملُ به إيمانُك.
وفي الحديثِ: أنَّ مِنَ الأَيمانِ المأثورةِ الَّتي كان يَحلِفُ بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قولُه: “والَّذي نفْسي بِيدِه “.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/13097