خطورة الإيمان للمصلحة

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ الحج: 11
أي: ومن الناس من هو ضعيف الإيمان، لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالطه بشاشته، بل دخل فيه: إما خوفاً، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن.

السعدي:٥٣٤

الشرح و الإيضاح

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ).
أي: ومِنَ النَّاسِ مَن يَعبُدُ اللهَ على شكٍّ؛ فلم يَدخُلِ الإيمانُ قَلْبَه على نحوٍ يَقينيٍّ، بل هو في شَكٍّ وقَلَقٍ وترَدُّدٍ في دينِ اللهِ.
(فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ).
أي: فإنْ أصابَه خَيرٌ -كصِحَّةٍ، ورَخاءِ مَعيشةٍ، ورِزقٍ هَنيءٍ- ولم يقَعْ له مِنَ المكارِهِ شَيءٌ؛ رَضِيَ عن الإسلامِ، واستقَرَّ وثَبَتَ على عبادةِ اللهِ!
(وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ).
أي: وإن أصابَتْه مِحنةٌ وإنْ قَلَّتْ -كبَلاءٍ في بَدَنِه أو أهلِه، أو ضيقٍ في مَعيشَتِه- ارتدَّ فرَجَع إلى الوجهِ الَّذي كانَ عليه مِن الكفرِ!
(خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ).
أي: خَسِرَ هذا المُنقَلِبُ على وَجهِه خيرَ دُنياه، فلم يَظفَرْ بحاجَتِه منها، وحُرِمَ الطُّمَأنينةَ وثَناءَ المُسلِمينَ ومُوالاتَهم، وخَسِرَ خَيرَ آخِرتِه بدُخولِ النارِ، والحِرمانِ مِن الجَنَّةِ!
(ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ).
أي: خَسارَتُه لِدُنياه وأُخراه هي الخَسارةُ العَظيمةُ البَيِّنةُ التي لا تَخفَى.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/22/5

تحميل التصميم