بأي شيء كان نبي الله يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن أَبي سَلَمَةَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ يَفْتَتِحُ صَلاَتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاَتَهُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» (صحيح مسلم 770).[/box]

الشرح والإيضاح

كان صحابةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَحرِصون على معرفةِ تفاصيلِ عبادتِه، ويَسألون عمَّا لا يَرَوْنه مِمَّا كان يتعبَّد به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتِه؛ لِيَهْتَدُوا بِهَديِه، ويَسْتَنُّوا بسُنَّتِه، وفي هذا الحديثِ أنَّ أبا سَلَمةَ بنِ عبد الرحمنِ بنِ عَوْفٍ قال: سألتُ عائشةَ أمَّ المؤمنين: “بأيِّ شيءٍ كان نبيُّ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَفتَتِحُ صلاتَه إذا قام مِن اللَّيلِ؟” أي: بأيِّ أمرٍ مِن القولِ أو الفِعل؟
فأجابتْه أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا قامَ مِن اللَّيلِ افتَتَح صلاتَه بهذا الدُّعاءِ: “اللَّهُمَّ رَبَّ جِبرَائِيلَ ومِيكائيلَ وإسرافيلَ”، أي: أَدعُوك يا ربِّي ورَبَّ كلِّ عظيمِ الشَّأنِ مِثلِ هؤلاء مِن الملائكةِ العُظَماءِ، وأنتَ أعظمُ مِنهم ومِن كلِّ خَلْقِكَ، فأنت جَدِيرٌ باستجابةِ الدُّعاءِ، وتَخصيصُ هؤلاء الملائكةِ بالذِّكر لِعَظِيمِ شأنِهم؛ فجِبريلُ أَمِينُ الوَحْيِ، ومِيكائيلُ أَمِينُ القَطْرِ والمَطَرِ والنَّباتِ والأرزاق، وإسرافيلُ الموكَّل بالنَّفخِ في الصُّورِ.
قوله: “فَاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ” أي: خالِقَهما ومُبدِعُهما. وقوله: “عالِمَ الغَيْبِ والشَّهادةِ”، أي: أدْعُوك يا عالِمَ الغيبِ والشَّهادة.
“أنتَ تَحكُم بينَ عِبادِكَ يومَ القيامةِ فيما كانوا فيه يَختلِفون” فِيه مِن أمْرِ الدِّينِ في الدُّنيا، وإنَّما اخْتَلَف النَّاسُ حينما جاءتْهم الأنبياءُ والمُرْسَلون، فاخْتَلفوا في طَريقِ الهِدايةِ والطريقِ المستقيمِ الذي جاؤوا به، وهو الحقُّ مِن ربِّهم.
“اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحقِّ بإذنِكَ؛ إنَّك تَهدِي مَن تشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ”، أي: ثَبِّتْني وزِدْني الهِدايةَ إلى الطَّريقِ الْمُسْتَقِيمِ الَّذي دَعَا إليه الأنبياءُ والمرسَلَون، بتَوفيقِكَ وتَيْسييرِكَ، وهذا الدعاءُ مِن كمالِ التَّذلُّلِ لله سُبحانه وتعالَى.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/23440