الكراهة في لسان الشارع معناها التحريم

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال النبي ﷺ: “”إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ”” (رواه البخاري 1477، ومسلم 593). قال الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى: “”كراهته تعالى للشيء: عدم رضاه به، وعدم محبته”” (التنوير:3/327). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: “” كره وحرَّم: ليس بينهما فرق؛ لأن الكراهة في لسان الشارع معناها التحريم، ولكن هذا -والله أعلم- من باب اختلاف التعبير فقط”” (شرح رياض الصالحين: 3/211).[/box]

الشرح و الإيضاح

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأمُرُ بمَكارمِ الأخلاقِ ويُحذِّرُ ويَنْهى عن سَيِّئِها.
وفي هذا الحَديثِ أنَّ مُعاوَيةَ بنَ أبي سُفيانَ رَضيَ اللهُ عنه كَتَبَ إلى المُغيرةِ بنِ شُعبةَ رَضيَ اللهُ عنه بأنْ يَكتُبَ له شَيئًا سَمِعَه مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكَتَبَ له المُغيرةُ هذا الحديثَ، والذي يُبيِّنُ فيه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالَى كَرِه لعِبادِه الوقوعَ في ثَلاثةِ أشياءَ:
أوَّلُها: «قيل وقال»، أي: الإكثارُ مِن الكلامِ بلا ضَرورةٍ، أو حِكايةِ شَيءٍ لا يَعلَمُ صِحَّتَه، أو الكلامُ فيما يضُرُّ ولا يَنفَعُ.
وثانيها: «إضاعةُ المالِ»، ومعناه: الإسرافُ فيه، ووَضْعُه في غيرِ مَوضعِه، وصَرْفُه في غَيرِ وُجوهِه الشَّرعيَّةِ، بإنفاقِهِ في المَعاصي.
وثالثها: «كثرةُ السُّؤالِ»، أي: كَثرةُ سُؤالِ النَّاسِ أموالَهُم مِن غيرِ حاجةٍ، أو كَثرةُ السُّؤالِ في العِلمِ عمَّا في الدُّنيا أو الآخِرةِ، بالسُّؤالِ عن المُشكِلاتِ التي تُعبِّدْنا بظاهِرِها، أو عمَّا لا حاجةَ للسَّائلِ به، أو كَثرةُ سُؤالِ الناسِ عن أحوالِهِم حتى يُوقِعَهم في الحرَجِ.
وفي الحديثِ: طَلَبُ كِتابةِ العِلمِ، والجوابُ عنه، وأخْذُ بَعضِ الصَّحابةِ عن بَعضٍ.
وفيه: دَليلٌ على فَضْلِ الكَفافِ على الفقْرِ والغِنى؛ لأنَّ ضَياعَ المالِ يُؤدِّي إلى الفِتنةِ بالفقرِ وكَثرةِ السُّؤالِ، وربَّما خُشِيَ مِن الغِنى الفِتنةُ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/3342