الشيطان يثبط المسلم عن الصدقات

قال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة: 268.

وقدَّم وعد الشيطان على أمره؛ لأنه بالوعد يحصل الاطمئنان إليه، فإذا اطمأن إليه، وخاف الفقر؛ تسلط عليه بالأمر. تفسير الألوسي: ٣/٤٠.

الشيطان له مدخل في التثبيط للإنسان عن الإنفاق في سبيل الله، وهو مع ذلك يأمر بالفحشاء، وهي المعاصي، والإنفاق فيها. تفسير القرطبي: ٤/٣٥٤.

الشرح والإيضاح

(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ).
أي: إنَّ الشيطان يخوِّفكم- أيُّها المؤمنون- بالافتقار إن تصدَّقتم، فإذا صوَّر لكم هذه الصورة أَمَركم بالبُخل الذي هو من أقبح الفواحش؛ لتُمسِكوا ما بأيديكم فلا تُنفِقوه في مرضاة الله تعالى، وتشمل الفحشاء أيضًا ما سوى البُخل، من قبائح المعاصي والمنكرات (34) .
(وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا).
أي: إنَّ الله عزَّ وجلَّ يَعِدُكم- أيُّها المؤمنون- بأنْ يَسترَ عليكم ما ارتكبْتُموه مِن فحشاء، ويتجاوزَ عن مؤاخذتِكم بها؛ لما تقدِّمونه مِن صدقاتٍ وغيرِها، وهذا في مقابلةِ أمرِ الشيطانِ لكم بالفحشاءِ،كما يعدُكم اللهُ تعالى بأن يعوِّضَكم عمَّا تصدقتم به، بمنحِكم المزيدَ مِن الأجورِ والأرزاقِ في الدنيا والآخرة، وذلك في مقابلةِ تخويفِ الشَّيطانِ لكم بالفقرِ.
(وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
أي: إنَّ الله تعالى واسع الفضل، واسع الصِّفات، ومن ذلك سَعَةُ عِلْمه؛ فهو عليمٌ بمن يَستحِقُّ فضْله منكم، وعليم بنفقاتكم التي تُنفِقون، فيُحصيها لكم ويُجازيكم بها من سَعَة فضله.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/2/46

تحميل التصميم