إصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح النفس

أقبل على النفس واستكمل فضائلها، فإصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح النفس.
قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 44- 45].

الشرح والإيضاح

(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ). أي: يوبِّخ اللهُ تعالى اليهودَ مُنكِرًا عليهم قُبْحَ صنيعهم في أمْر الناس بالإيمانِ والخيرِ، وتَرْكِ أنفسِهم لا يأمرونها بذلك، والحالُ أنَّهم يقرؤون التوراةَ ويتدارسونها بينهم، ويَعلمون منها ما أُمِروا به من الخير، وما عليهم إنْ قصَّروا في شرْع الله تعالى. أوَليس لهم عقولٌ يدركون بها ضلالهم، وتزجرهم عن الوقوع في ذلك؟! (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ). أي: اطلبوا العونَ على جميع ما تُؤمِّلون من أمور الدُّنيا والآخِرة، وعلى تحمُّل المشاقِّ والمصائبِ بالصَّبر والصَّلاة، والصَّلاةُ ثقيلةٌ وذات مشقَّة على الأنفُس، لكنَّها سهلةٌ وخفيفةٌ على مَن خشَع، فخضَع لله تعالى واطمأنَّ إليه قلبُه، وظهرَ أثرُ ذلك الخشوعِ على جوارحهِ، وهؤلاءِ الخاشعون هم الموقِنون بعودتهم إلى الله تعالى، والحشرِ إليه يوم القِيامة. المصدر: https://dorar.net/tafseer/2/8

تحميل التصميم