إذا تمكنت محبة الله من القلب ظهرت آثارها على الجوارح

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله جل وعلا: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّه} [سورة البقرة: 165]. “”واعلم أنّ محبة الله إذا تمكنت من القلب ظهرت آثارها على الجوارح من الجدّ في طاعته، والنشاط لخدمته، والحرص على مرضاته، والتلذذ بمناجاته، والرضا بقضائه، والشوق إلى لقائه، والأنس بذكره، والاستيحاش من غيره، والفرار من الناس، والانفراد في الخلوات، وخروج الدنيا من القلب، ومحبة كل من يحبه الله، وإيثاره على كل من سواه””. [تفسير ابن جزي: التسهيل في علوم التنزيل ١/٩٢].[/box]

الشرح والإيضاح

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ.
أي: إنَّ بعض النَّاس يجعَلون من بعض الخَلق نُظَراءَ لله سبحانه، بمساواتهم معه في المحبَّة، فيحبُّونهم كما يحبُّون الله تعالى.
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ.
أي: إنَّ المؤمنين أشدُّ حبًّا للهِ عزَّ وجلَّ من محبَّةِ أولئك لله تعالى ولأندادهم .
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ للهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ.
أي: لو عاينتَ يا محمَّدُ، حالَ هؤلاء الَّذين نَقَصوا اللهَ تعالى حقَّه، ونَقَصوا أنفسهم حقَّها باتِّخاذهم أندادًا يُحبُّونهم كحبِّهم لله، وعاينوا هم أيضًا حالهم تلك، حين يرون عذابَ الله عزَّ وجلَّ يومَ القيامة فيَعلمون حينها يقينًا أنَّ القوة والقدرة كلَّها لله تعالى وحده، ويَعلمون شِدَّة عذابه لِمَن كفَر أو أشرك به، وأنه ليس للأنداد التي اتَّخذوها شيءٌ من تلك القدرة الإلهيَّة؛ فيتبيَّن لهم عندئذٍ عَجزُها وضعفُها، وأنَّها لا تدفع عنهم ضرًّا، ولا تجلب لهم نفعًا .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/2/27