أنفع الوصايا في القرآن والسنة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها؛ قال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) النساء: 131.

ووصى النبي ﷺ معاذًا لما بعثه إلى اليمن فقال: “يا معاذ: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخُلق حسن”، ثم إنه ﷺ وصَّاه هذه الوصية، فعلم أنها جامعة، وهي كذلك لمن عقلها.

مجموع الفتاوى 10/٦٥٤.

الشرح والإيضاح

(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)
أي: ولقد عهِدْنا عهدًا مؤكَّدًا إلى أهلِ الكتب السَّابقةِ، كاليهود والنَّصارى، وإليكم- أيُّها المسلِمون- بأنْ تتَّقوا اللهَ تعالى بطاعةِ أوامرِه، واجتنابِ نواهيه.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/4/36

شرح الحديث:
تَقوَى اللهِ سبحانَه وتعالى، ودَوامُ المراقبةِ، ومُعامَلةُ النَّاسِ بأخلاقٍ حسَنةٍ مِن عَلاماتِ الصَّلاحِ الَّتي يَنبَغي تَوافُرُها في المسلِمِ حتَّى يُحسِّنَ عمَلَه، ويكونَ أقرَبَ إلى الجنَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “اتَّقِ اللهَ”، والتَّقوى هي الخوفُ مِن اللهِ ومُراقبتُه وأنْ تَجعَلَ بينَك وبينَ عَذابِ اللهِ وِقايةً، وتَكونُ بالإتيانِ بالواجباتِ، والامتِناعِ عَن المُحرَّماتِ “حيث ما كُنتَ”، أي: في كلِّ مكانٍ وجِهَةٍ، وفي سِرِّك وعَلانِيَتِك، وفي بَلائِك ورَخائِك، وفي كلِّ أحوالِك، “وأَتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمحُها”، أي: إن وقَعتَ في سيِّئةٍ، فافعَلْ وَراءَها حسَنةً مِن صلاةٍ وصَدقةٍ، وسائرِ ما يُوصَفُ بالحسَنةِ؛ فإنَّ ذلك يَرفَعُ، ويَمْحو تلك السَّيِّئةَ، “وخالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حسَنٍ”، أي: خالِطِ النَّاسَ بأخلاقٍ حسَنةٍ، فأحسِنْ مُعامَلاتِهم، مِن تَبسُّمٍ في وُجوهِهم، ورِفقٍ ولينٍ في التَّعامُلِ معَهم؛ فمَن فعَل ذلك حاز الدُّنيا والآخِرةَ.
وفي الحديثِ: الأمرُ بتَقْوى اللهِ على كلِّ حالٍ.
وفيه: أنَّ مُخالطةَ النَّاسِ لا تَعْني فِعْلَ المنهيَّاتِ معَهم.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/36096

تحميل التصميم