‏ماذا يرى المؤمن في اللحظات الأخيرة من حياته؟

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال رسول الله ﷺ: (الْمُؤْمِنُ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ الله وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّه، وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ) (صحيح البخاري ٦٥٠٧). “[/box]

الشرح و الإيضاح

لا شكَّ أنَّ الدُّنيا دارُ فَناءٍ، وأنَّ الآخرةَ هي دارُ البقاءِ، وأنَّنا في الدُّنيا كعابرِ سبيلٍ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَنْ أحبَّ لقاءَ اللهِ أحبَّ اللهُ لقاءَه، ومَن كرِهَ لقاءَ اللهِ كرِهَ اللهُ لِقاءَه”، ومحبَّةُ اللِّقاءِ هي إيثارُ العبدِ الآخرةَ على الدُّنيا، وعدمُ حُبِّ طولِ القيامِ في الدُّنيا، والاستعدادُ لِلارتحالِ عنها، والمرادُ بِاللِّقاءِ: المصيرُ إلى الدَّارِ الآخرةِ وطلَبُ ما عند اللهِ وليس الغرضُ به الموتَ؛ لأنَّ كُلًّا يكرُهه فَمَنْ تركَ الدُّنيا وأبغضَها أحبَّ لقاءَ اللهِ، ومَنْ آثَرَها وركَنَ إليها كَرِهَ لقاءَ اللهِ، وقدِ استشكلتْ أُمُّ المؤمنينَ عائشةُ رضِي اللهُ عنها قولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَنْ أحبَّ لقاءَ اللهِ”؛ لأنَّ الموتَ لا يُحبُّه أحدٌ بِطبيعةِ خِلقةِ النَّاسِ وما جُبِلوا عليه، فبيَّن لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ المقصودَ ليسَ ذلك، بَلِ المقصودُ أنَّ المؤمنَ إذا جاءَه الموتُ فإنَّه يرَى البُشرى مِنَ اللهِ سبحانه وتعالى لِمَا ينتظرُه عنده مِن حُسنِ الجزاءِ، فلا يكونُ شيءٌ أحبَّ إليه مِن ذلك، فأحبَّ لِقاءَ اللهِ وأحبَّ اللهُ لقاءَه، وأمَّا الكافرُ فإنَّه إذا جاءَه الموتُ يرى ما وعدَه ربُّه مِنَ العذابِ والنَّكالِ حقًّا أمامَ عينَيْه، فلا يكونُ شيءٌ أكرَهَ إليه مِن ذلك، فكرِهَ لقاءَ اللهِ وكرهَ اللهُ لِقاءَه.
وفي الحديثِ: أنَّ المجازاةَ مِن جِنسِ العملِ؛ فإنَّه قابَلَ المحبَّةَ بِالمحبَّةِ والكراهةَ بِالكراهةِ.

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/13937