‏أمة محمد ﷺ نصف أهل الجنة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «كُنَّا مع النبيِّ ﷺ في قُبَّة نحوًا من أربعين، فقال: أترضَوْنَ أن تكونوا رُبُعَ أهل الجنة؟ قلنا: نعم، قال: أترضَوْنَ أن تكونوا ثُلُثَ أهل الجنة؟ قلنا: نعم، قال: والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصفَ أهل الجنة، وذلك: أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مُسْلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشَّعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرةِ السوداءِ في جلد الثورِ الأحمرِ» (صحيح البخاري 6163).[/box]

الشرح والإيضاح

“في هذا الحديثِ يَحكِي ابنُ مَسعودٍ رضِي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بَينَما كان في قُبَّتِه التي ضُرِبتْ له بمِنًى، وكانَ الصَّحابةُ معه- وفي روايةِ مُسلِم: «نحوًا مِن أربعين رَجُلًا»- فقال لهم ليُبشِّرَهم: «أَتَرْضَوْنَ أن تكونوا ثُلُثَ أهلِ الجنَّةِ؟» قلنا: نعم، قال: «أترضَوْن أن تكونوا شَطْرَ أهلِ الجنَّةِ؟» قلنا: نعم، قال: «والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيدِه، إنِّي لَأَرْجُو أنْ تكونوا نِصفَ أهلِ الجنَّةِ»، وقد تدرَّج معهم صلَّى الله عليه وسلَّم؛ لِيَسْتَثِيرَ فَرَحَهم، ثُمَّ بيَّن صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الجنَّةَ لا يَدخُلها إلَّا نَفْسٌ مُسلِمةٌ، وهي محرَّمةٌ على الكُفَّار، ثُمَّ بيَّن لهم صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ سَببَ كثرتِهم: أنَّ عددَ المسلِمين في الدُّنيا بالنِّسبة لعددِ المُشرِكين كنِسبَةِ شَعْرَةٍ بَيْضاءَ في شَعْرِ جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، أو كشَعْرَةٍ سوداءَ في جِلْدِ الثَّوْرِ الأحمرِ، وهذا قليلٌ جِدًّا، وفي روايةٍ: بيَّن صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ مِن كلِّ ألفٍ تِسْعَ مِئةٍ وتسعةً وتِسعين مِن يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ.
وفي الحديثِ: كرامةُ اللهِ تعالى لهذه الأمَّةِ وتفضيلُه لها على سائرِ الأُممِ.
وفيه: أنَّ مَن مات على الكُفرِ لا يَدخُل الجنَّةَ أصلًا.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/11640″