يجب إكرام اليتيم ولو كان غنيًّا، لأنه حق من حقوقه

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]تأمل قوله تعالى: { كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } [سورة الفجر: 17-18]. “”فالمسكين حظه الإطعام ودفع حاجته، أما اليتيم فالإكرام؛ فإن كان غنيًّا فإنه يُكْرم ليُتْمِهِ، ولا يُطْعَم لغِنَاه، وإن كان فقيرًا –أي: اليتيم-؛ فإنه يُكْرَم ليُتْمِهِ ويُطْعَم لفقره، ولكن أكثر الناس لا يبالون بهذا الشيء”” (شرح رياض الصالحين لابن عثيمين ٣/٨٩).[/box]

الشرح والإيضاح

﴿كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ﴾ [الفجر ١٧]
فرد الله عليه هذا الحسبان: بقوله ﴿كَلَّا﴾ أي: ليس كل من نعمته في الدنيا فهو كريم علي، ولا كل من قدرت عليه رزقه فهو مهان لدي، وإنما الغنى والفقر، والسعة والضيق، ابتلاء من الله، وامتحان يمتحن به العباد، ليرى من يقوم له بالشكر والصبر، فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل، ممن ليس كذلك فينقله إلى العذاب الوبيل.
وأيضًا، فإن وقوف همة العبد عند مراد نفسه فقط، من ضعف الهمة، ولهذا لامهم الله على عدم اهتمامهم بأحوال الخلق المحتاجين، فقال: ﴿كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾ الذي فقد أباه وكاسبه، واحتاج إلى جبر خاطره والإحسان إليه.
فأنتم لا تكرمونه بل تهينونه، وهذا يدل على عدم الرحمة في قلوبكم، وعدم الرغبة في الخير.
﴿وَلَا تَحَـٰۤضُّونَ عَلَى طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ﴾ [الفجر ١٨]
﴿وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين﴾ أي: لا يحض بعضكم بعضًا على إطعام المحاويج من المساكين والفقراء، وذلك لأجل الشح على الدنيا ومحبتها الشديدة المتمكنة من القلوب.
مصدرالشرح:
https://tafsir.app/saadi/89/18