يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي مَرَضِهِ: “” ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ، وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ، وَيَقُولُ قَائِلٌ: أَنَا أَوْلَى، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ””. (صحيح مسلم 2387).[/box]

الشرح و الإيضاح

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يَحرِصُ على ألَّا تَختلِفَ أمَّتُه بعدَه؛ وذلكَ فيما يتعلَّقُ بأمرِ الخِلافَةِ، حيث طلَبَ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ مِن عائشةَ رضِيَ الله عنها وهوَ في مرَضِ موتِه أن تَدعوَ له أبا بكرٍ، وأخاها، والمرادُ بحُضورِ أخِي عائشةَ رضِيَ الله عنهما هو كتابةُ ما سيُوصي به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لأبي بكرٍ رضِيَ الله عنه في أَمرِ الخِلافَةِ؛ فالنَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يَخافُ أن يَموتَ دونَ أن يُوصيَ، فيتمنَّى مُتمِنٍّ، أي: أنْ يَستشرِفَ أحدُهم للخِلافةِ ويَطلُبها في نفسِه، فيُنازِعَ المسلمينَ فيها، أو يقولَ قائلٌ: أنا أَوْلَى، أي: يَعتقِدُ في نفْسِه أنه أحقُّ بالخلافةِ لسببٍ ما فيتعصَّبُ لها، وقولُه: “ويَأبى الله والمؤمِنونَ”، أي: لا يَرضى اللهُ عزَّ وجلَّ ولا المؤمِنونَ إلَّا بخِلافةِ أبي بكرٍ الصدِّيقِ رضِيَ الله عنه رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ على المُسلِمينَ.
وفي الحديث: مَنقبةٌ جليلةٌ أبي بَكرٍ رضي الله عنه؛ لاختيارِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم له أنَ يكونَ خَليفتَه.
وفيه: الحرصُ على أن تَرْك وصيَّةٍ لِمَن خَلْفَه يَحثُّهم فيه على الْتزامِ أوامرِ اللهِ تعالى، وأوامرِ نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفيه: النَّهيُ عن أنْ يَطلُب أحدٌ ما ليسَ له، وخاصَّةً ما يكونُ مِن ولايةِ أُمورِ المُسلمينَ.

مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/23515