ويحذركم الله نفسه فلا تنس أنك عبد مأمور سيحاسبك الله

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]شقال الله تعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }[آل عمران:30]. قال البقاعي رحمه الله: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾؛ فالله سبحانه وتعالى منتقم ممن تعدَّى طَوْره ونسي أنه عبدٌ. [نظم الدرر: ٢/٦١] قال السعدي رحمه الله: “(وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) أعاد تعالى تحذيرنا نفسه رأفة بنا ورحمة؛ لئلا يطول علينا الأمد فتقسو قلوبنا، وليجمع لنا بين الترغيب الموجب للرجاء والعمل الصالح، والترهيب الموجب للخوف وترك الذنوب. [تفسير السعدي: ص١٢٨].[/box]

الشرح والإيضاح

يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا
يومَ تجِد كلُّ نفْسٍ الَّذي عمِلَتْه من خيرٍ- سواء كان قليلًا أو كثيرًا- قد أُحضِر كاملًا موفَّرًا .
كما قال الله تعالى: وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا [الكهف: 49].
وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا
أي: والَّذي عمِلَتْه كلُّ نفْس من سوء- قلَّ أو كثُر- تُحبُّ وتتمنَّى لو أنَّ بينها وبينه مسافةً بعيدةً، أو زمانًا طويلًا متأخِّرًا (8) .
ثمَّ قال تعالى مؤكِّدًا ومهدِّدًا ومتوعِّدًا:
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
أي: ويُخوِّفُكم الله مِن نفْسِه.
وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ
أي: واللهُ رحيمٌ بخَلْقه أشدَّ الرَّحمةِ وأرقَّها؛ لذا حذَّرهم.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/3/12