هل يدرك أكثر الناس سبب نزول العقوبات والمحن بهم؟

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: { فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } [الأعراف:131]. {ولكن أكثرهم لا يعلمون} أن ما لحقهم من القحط والشدائد إنما هو من عند الله -عز وجل- بذنوبهم. [تفسير القرطبي:٩/٣٠٨]. {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ} أي: نحن مستحقون لها، فلم يشكروا الله عليها. [تفسير السعدي: ص٣٠١].[/box]

الشرح و الإيضاح

فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131)
فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ
أي: فإذا جاءَتْ آلَ فرعونَ الحالُ الحَسَنةُ؛ مِنَ العافيةِ والرَّخاءِ، وكَثْرَةِ الأمطارِ، وكثرةِ الثِّمارِ، قالوا: هذه النِّعَمُ الكثيرةُ لنا؛ لأنَّنا نَستحِقُّها، وجَديرون بها، ولم يَشْكروا اللهَ عليها.
وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ
أي: وإنْ تُصِبْهُمْ حالٌ سيِّئةٌ في بعضِ الأوقاتِ؛ مِنَ الجَدْبِ والقَحْطِ، وقِلَّةِ الأرزاقِ، ومجيءِ الأمراضِ؛ يَتشاءَموا بموسى ومَنْ معه مِنَ المؤمنين، ويقولوا: هذا البَلاءُ جاءَنا بسَبَبِ موسى والَّذينَ آمَنوا بدينِه .
أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أي: إنَّ ما يُصيبُ فِرعونَ وقومَه من شرٍّ إنَّما هو مُقَدَّرٌ عليهم من عِند اللهِ تعالى؛ عُقوبةً لهم بسَبَبِ كُفْرِهم، وليس هو مِن عِندِ موسى والمؤمِنينَ معه .
كما قال تعالى في شأنِ المكذِّبين بمُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا [النساء: 78].
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
أي: ولكنَّ أكثرَ قَومِ فِرعونَ لا يَعلمون أنَّ ما يُصيبُهم من شرٍّ إنَّما هو عقوبةٌ لهم مِن عِندِ اللهِ تعالى بسببِ كُفْرِهم، لا مِن عِندِ موسى وأتباعِه .
كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى: 30].
وقال سُبحانَه: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء: 79].
وقال عزَّ وجلَّ: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم: 41].
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/7/27