مَن حجَّ عن نفسه جاز له الحج عن غيره

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ الْفَضْلُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، فَقَالَتْ: إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ””(صحيح البخاري 1756).[/box]

الشرح و الإيضاح

يَحكِي ابنُ عَبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما أنَّ أخاه الفَضْلَ بنَ العَبَّاسِ رضِي اللهُ عنهما كان رَدِيفَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم- أي راكِبًا خلفَه على الدابَّة- يومَ النَّحْرِ، وكان الفَضْلُ رَجُلًا وَضِيئًا، أي: جَمِيلًا، فجاءتِ امرأةٌ وَضِيئَةٌ مِن خَثْعَمَ- وهي قَبِيلَةٌ يَمَنِيَّة- تَسأَل رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الحَجِّ، فجَعَل الفَضْلُ رضِي اللهُ عنه يَنظُر إليها، أي: يَنظُر إلى جَمالِها وحُسنِ صُورتِها، وكانت هي أيضًا تَنظُر إليه، وجَعَل النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَصرِف وَجْهَ الفَضْلِ رضِي اللهُ عنه إلى الشِّقِّ الآخَرِ؛ لِيَكُفَّ بصرَه عن النظرِ إليها، ولِتُقْلِعَ هي أيضًا عن النَّظرِ إليه، فسَأَلَتِ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن جَوَازِ الحجِّ بدلًا من أَبِيها الذي فُرِضت عليه الفريضةُ وهو شَيْخٌ كبِير لا يستطيع حتَّى أن يَستقِرَّ جِسمُه على الرَّاحِلَةِ، أو رُبَّما لم تَتوفَّر فيه شُرُوطُ الحجِّ إلَّا في هذه السِّنِّ المتأخِّرة من عُمرِه التي أَصْبَح فيها عاجزًا ضعيفَ الجسم مَنْهُوكَ القُوَى، فأجابها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: بِأَنْ تَحُجَّ عنه.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/11804