كيفية التحصن ضد البلاء في الصباح والمساء بكلمات يسيرة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن عثمانَ بنِ عفَّانَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ ﷺ يقولُ: «مَنْ قالَ: «بِسْمِ اللَّهِ الذي لا يَـضُرُّ مع اسْمِهِ شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهُوَ السَّميعُ العَليمُ» ثلاثَ مَرَّاتٍ لمْ تُصِبْـهُ فَجْأَةُ بلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، ومَنْ قالها حِينَ يُصْبِحُ ثلاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبـهُ فَجْأَةُ بلاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ». [رواه أبو داود ٥٠٨٨، وصححه الألباني].[/box]

الشرح والإيضاح

قدَرُ اللهِ لا مَهْرَبَ منه ولا مانِعَ له، وعلى الإنسانِ المؤمنِ أن يَستعينَ باللهِ على أقدارِه، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “ما مِن عبدٍ يَقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ”، أي: عند صَباحِه ومَسائِه كلَّ يومٍ: “بسمِ اللهِ”، أي: أستَعينُ أو أتحفَّظُ مِن كلِّ مؤذٍ باسمِ اللهِ، وأستَصحِبُه وأتبَرَّكُ به في صَباحي أو لَيْلي، فهو “الَّذي لا يَضُرُّ معَ اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ”، أي: مع ذِكرِ اللهِ باعتقادٍ حسَنٍ ونيَّةٍ خالصةٍ، لا يقَعُ ضرَرٌ ممَّا في الأرضِ مِن بَلاءٍ، ولا ممَّا يَنزِلُ مِن السَّماءِ، “وهو السَّميعُ”، أي: لِكَلامِنا وكلِّ ما يَدورُ في الكونِ، “العليمُ”، أي: بأفعالِنا وأحوالِنا، وكلِّ ما في الكونِ “ثلاثَ مرَّاتٍ”، أي: يقولُ هذا الدُّعاءَ ثلاثَ مرَّاتٍ مع الاعتقادِ الحسَنِ وإخلاصِ النِّيَّةِ، “فيَضُرَّه شيءٌ”، أي: فلَن يَضُرَّه شيءٌ مع قولِه لهذا الدُّعاءِ في يومِه أو ليلتِه.
قال أبو الزِّنادِ: “وكان أبانٌ”، وهو ابنُ عُثمانَ بنِ عفَّانَ راوي الحديثِ عن أبيه، “قد أصابه طرَفُ فالِجٍ”، أي: جزءٌ مِن شَللٍ أصاب أحَدَ جانِبَيِ الجسَدِ، “فجعَل الرَّجلُ”، أي: المستمِعُ لحديثِ أبانٍ، “يَنظُرُ إليه”، أي: مُتعجِّبًا بين قولِه وبينَ ما أصابه، فقال له أبانٌ: “ما تَنظُرُ؟”، أي: عرَف أبانٌ سبَبَ نظَرِه وهو التَّعجُّبُ الَّذي عِندَه والمفارقةُ الَّتي وجَدها فيه، فقال له: “أمَا إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُك”، أي: إنَّه لا طَعْنَ في الحديثِ على ما أصابَني، “ولكنِّي لم أقُلْه”، أي: نَسيتُ قولَ الدُّعاءِ في يَوْمي على غيرِ العادةِ، “يومَئذٍ”، أي: يومَ ما أصابَه ذلك المرَضُ، “لِيُمضِيَ اللهُ عليَّ قدَرَه”، أي: ما قدَّرَه اللهُ لي فيما أصابني.
وفي الحديثِ: بيانُ ما كان عِندَ التَّابِعين مِن الإيمانِ بالقدَرِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/36006