في القرآن الكريم خمس آيات متواليات أول كل آية فيها: قالوا

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: “في كتاب الله خمس آيات متواليات أول كل آية: (قالوا)؛ في سورة يوسف: قال الله تبارك وتعالى: { قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } [سورة يوسف: 71-75]. [فنون الأفنان لابن الجوزي][/box]

الشرح والإيضاح

قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ (71).
أي: قال إخوةُ يوسفَ وقد أقبلوا على المُنادي ومَن معه: ما الَّذي ضاعَ منكم ؟
قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ (72).
قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ.
أي: قال المُنادي ومَن معه: نفقِدُ الإناءَ الَّذي يشرَبُ فيه الملِكُ، ويكيلُ به الطَّعامَ .
وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ.
أي: ولمِن جاء بصُواعِ الملِكِ حِمْلُ بعيرٍ مِن الطَّعامِ .
وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ.
أي: قال المُنادي لإخوةِ يوسُفَ: وأنا بأنْ أُوفيَ مَن قامَ بذلك حِمْلَ بعيرٍ مِن الطَّعامِ، ضامِنٌ وكفيلٌ .
قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73).
أي: قال إخوةُ يوسُفَ: واللَّهِ لقد علِمْتم أنَّنا ما جئْنا لنعصِيَ اللَّهَ في أرضِكم، ولم نكُنْ سارِقينَ مِن قبْلُ قطُّ، فليستِ السَّرِقةُ مِن خِصالِنا .
قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ (74).
أي: قال المُنادي ومَن معه: فما عُقوبةُ سارِقِ الصُّواعِ إنْ كنتم كاذِبينَ في تَبْرئةِ أنفُسِكم، ووجَدْنا الصُّواعَ في رِحالِكم ؟
قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75).
قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ.
أي: قال إخوةُ يوسُفَ: عُقوبةُ مَن وُجِدَ الصُّواعُ في مَتاعِه أنْ يكونَ هو نفْسُه رقيقًا لِصاحِبِ الصُّواعِ .
كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ.
أي: كذلك نُعاقِبُ الظَّالمينَ للنَّاسِ بسَرِقةِ أمْتعتِهم؛ أنْ يكونَ السَّارِقُ مِلْكًا لصاحِبِ المالِ المَسروقِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/12/16