فضل قول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين في البلاء

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””] قال الله عز وجل: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:88] قال الحافظ ابنُ كثير رحمه الله: «{وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} أي: إذا كانـوا في الشدائِـدِ ودعونا مُنِـيـبـيـن إلينا، ولا سيَّما إذا دَعَوا بهذا الدعاءِ في حالِ البلاء» (تفسير ابن كثير 3/235).[/box]

الشرح والإيضاح

وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا.
أي: واذكُرْ -يا مُحمَّدُ- يُونُسَ صاحِبَ الحُوتِ حينَ ذَهَب غاضِبًا على قَومِه مِن أجْلِ رَبِّه؛ لِكُفرِهم به، وعِصيانِهم له، بعدَما دعاهم إليه .
فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ.
أي: فظَنَّ يُونُسُ أنَّنا لن نُعاقِبَه هذه العُقوبةَ، فنُضَيِّقَ عليه بحَبسِه في بَطنِ الحُوتِ.
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
أي: فنادَى يونُسُ رَبَّه وهو في الظُّلُماتِ فقال: لا إلهَ إلَّا أنتَ، أُنَزِّهُك عن جَميعِ النَّقائِصِ والعُيوبِ، إنِّي كُنتُ ظالِمًا لِنَفسي بمَعصِيتِك حينَ خَرَجْتُ مِن قَومي.
كما قال تعالى: وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات: 139 – 144].
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88).
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ.
أي: فأجَبْنا دُعاءَ يُونُسَ، ونَجَّيْناه مِن الغَمِّ والشِّدَّةِ التي وقَعَ فيها، فأخرَجْناه مِن بَطنِ الحُوتِ .
كما قال تعالى: فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ [الصافات: 145، 146].
وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ.
أي: وكما نجَّيْنا يونُسَ مِن غَمِّه حين دَعانا، كذلك نُنْجِي المؤمِنينَ مِن غُمومِهم وكُرَبِهم إذا دَعَونا بإخلاصٍ .
كما قال تعالى: كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس: 103].
وعن سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((دَعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بَطنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ؛ فإنَّه لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسلِمٌ في شَيءٍ قَطُّ إلَّا استجابَ اللهُ له)) .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/21/17