عمى القلب يضر بدين العبد ويوجب له الهلاك

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [سورة الحج:46] “معناه أن العَمى الضّار هو عَمى القلب، فأمّا عمى البصر فليسَ بضار في أمْرِ الدِّين” [تفسير البغوي:١٤/٢٢٤][/box]

الشرح والإيضاح

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا.
أي: أفلمْ يَسِرْ كُفَّارُ قُرَيشٍ في الأرضِ؛ لِيَنظُروا آثارَ الأُمَمِ المُكَذِّبةِ مِن قَبلِهم، فيتسَبَّبَ عن ذلك أن تكونَ لهم قلوبٌ واعِيةٌ يَعقِلونَ بها ما رأَوه في الآياتِ المَرئِيَّاتِ مِنَ الدَّلالةِ على وَحدانيَّةِ اللهِ تعالى، وقُدرَتِه وغيرِ ذلك، فيتَفَكَّروا ويتَّعِظوا قبْلَ أن يَحُلَّ بهم ما أصاب أولئكَ القَومَ ؟!
كما قال تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ غافر: 82.
وقال سُبحانَه: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا مُحَمَّد: 10.
أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا.
أي: أو يتسبَّبَ عن سَيرِهم ورُؤيَتِهم آثارَ مَن سَبَقَهم مِن أُمَمِ الكُفرِ أن تكونَ لهم آذانٌ واعِيةٌ يَسمعَونَ بها سَماعَ تَدَبُّرٍ وعِظَةٍ، فيُمَيِّزوا بين الحَقِّ والباطِلِ، ويَعرِفوا أخبارَ الأُمَمِ الماضيةِ، وسَبَبَ هلاكِهم، فيَحذَروا أن يُصيبَهم مِثلُ ما أصابَهم ؟!
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.
أي: لا تَعمى أبصارُ الكُفَّارِ؛ فأَعيُنُهم مُبصِرةٌ يَرَونَ بها المَرئيَّاتِ، ولكِنَّ قُلوبَهم هي التي تَعمَى عن رُؤيةِ الحَقائِقِ وإدراكِها، والانتِفاعِ بها، فهذا هو العمَى المُهلِكُ لصاحِبِه .
كما قال تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ البقرة: 171.
وقال سُبحانَه: وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا الإسراء: 72.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/22/16