طهّر قلبك حتى لا تُصْرَف عن القرآن

قال تعالى: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾ الأعراف:146

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا كان المصحفُ الذي كُتِبَ فيه طاهرًا لا يمسُّه إلاّ البدن الطاهر، فالمعاني التي هي باطنُ القرآن لا يمسُّها إلاّ القلوبُ المطهرة، وأما القلوب المنجسة لا تمسُّ حقائقَه، فهذا معنىً صحيح؛ قال تعالى: ﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق﴾. قال بعض السلف: أَمنَعُ قلوبَهم فهمَ القرآن.

جامع المسائل: 1/165

الشرح والإيضاح

(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)
أي: سأَمْنَعُ وأصُدُّ عن فَهْمِ آياتِ كُتبي المُنزَّلةِ، وعن التَّفكُّرِ في آياتي الكَوْنيَّةِ الدَّالَّةِ على عَظَمَتي، الَّذينَ يُعجَبونَ بأنفُسِهم؛ فيَرُدُّونَ الحقَّ، ويَحتقِرونَ الخَلْقَ .
(وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا)
أي: وإنْ يرَ هؤلاءِ المتكبِّرون كُلَّ حُجَّةٍ للهِ تدُلُّ على أنَّه المُستحِقُّ للعبادةِ وحْدَه، لا يُؤمِنوا بها، سواءٌ كانت آيةً مُنزَّلةً، أو آيةً كَوْنيَّةً، أو معجزةً خارقةً .
(وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا)
أي: وإنْ يرَ هؤلاءِ المتكبِّرونَ طريقَ الهُدى ظاهرًا لهم، لا يسلُكوه، ولا يَرْغَبوا فيه.
(وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا)
أي: وإنْ يرَ هؤلاءِ المتكبِّرونَ طريقَ الضَّلالِ ظاهرًا لهم، يَسلُكوه، ويَرْغَبوا فيه.
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا)
أي: صرْفُنا المتكبِّرينَ عن فَهْمِ آياتِنا الشَّرعيَّةِ والكَوْنيَّةِ، هو عُقوبةٌ منَّا لهم بسببِ تكذيبِهم بها.
(وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ)
أي: وكان الكافرون مُعْرِضينَ عن تلك الآياتِ، لا يَتدبَّرونها، ولا يتفكَّرون فيها.
المصدر:
https://dorar.net/tafseer/7/32

تحميل التصميم