خطورة السخرية والاستهزاء باللّه وآياته ورسوله

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة: 65-66]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “”تدلُّ على أنَّ الاستهزاء بالله وبالرسول كفرٌ يَكفر به صاحبه بعد إيمانه”” (مجموع الفتاوى 7/273). قال السعدي: “” فإن الاستهزاء باللّه وآياته ورسوله كفرٌ مخرج عن الدين؛ لأنَّ أصل الدين مبنيّ على تعظيم اللّه، وتعظيم دينه ورسله، والاستهزاء بشيء من ذلك مُنافٍ لهذا الأصل، ومُنَاقِض له أشد المناقضة”” (تفسير السعدي: ص343).[/box]

الشرح و الإيضاح

وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ.
أي: ولَئِن سألتَ المُنافقينَ- يا مُحمَّدُ- عمَّا قالوه في خَلَواتِهم من الطَّعنِ في أصحابِك ودينِك، ليَقولُنَّ لك: إنَّما كنَّا ندخُلُ في الباطِلِ، ونلعَبُ بذلك الحديثِ، ولم نقصِدْ به الطَّعنَ في المسلمينَ والإسلامِ .
قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ.
أي: قُل- يا مُحمَّدُ- للمُنافقين: أباللهِ سُبحانه وآياتِ كِتابِه ورَسولِه مُحمَّدٍ، كنتُم تستخِفُّونَ وتَسخَرونَ؟! كيف تُقدِمونَ على إيقاعِ ذلك ؟!
لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ .
لاَ تَعْتَذِرُواْ.
أي: قُل- يا مُحمَّدُ- للمُنافقينَ: لا تَذكُروا أعذارًا؛ فإنَّها لن تنفَعَكم .
قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ.
أي: قد أظهرتُم الكفرَ باستهزائِكم بدينِ الله بعدَ أن كنتُم تُظهرونَ الإيمانَ .
وقيل: المعنى: قد كفَرْتُم باستهزائِكم باللهِ وآياتِه ورسولِه، بعد أنْ كنتُم مُؤمنينَ .
إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ.
أي: إن نعفُ عن جماعةٍ منكم لِتَوبتِهم الصَّادقةِ، نُعذِّبْ جماعةً أخرى منهم؛ بسببِ أنَّهم كانوا مُقيمين على كفرِهم، مُصِرِّينَ على نفاقِهم، وطَعْنِهم في رَسولِ اللَّه صلَّى الله عليه وسَلَّم مِن غيرِ توبةٍ .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/9/24