حديث السبع الموبقات

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “”اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ”” قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: “”الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ”” (صحيح البخاري 2615) (اجتنبوا) ابتعدوا. (الموبقات) المهلكات. (بالحق) كالقتل قصاصًا أو رِدَّةً أو حدًّا. (التولِّي يوم الزحف) الفرار عن القتال يوم ملاقاة الكفار. (قذف) هو الاتهام والرمي بالزنا. (المحصنات) جمع محصنة وهي العفيفة التي حفظت فرجها، وصانهن الله عن الزنا. (الغافلات) البريئات اللواتي لا يَفطنَّ إلى ما رُمِينَ به من الفجور.[/box]

الشرح والإيضاح

الموبقاتُ هي المهلِكاتُ؛ لأنَّها تُهلِكُ صاحبَها بِدُخولِه النَّارَ وعذابِه، وفي هذا الحَديثِ يُحذِّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَّتَه مِنَ الموبقاتِ السَّبعِ، ويَأمُرهم باجتِنابها، فلمَّا سُئِلَ عنها، قال: الشِّركُ باللهِ: وهو نوعانِ؛ أحدُهما: أن يجعَلَ للهِ نِدًّا ويعبُدَ غيرَه مِن حَجرٍ أو شجَرٍ أو غيرِ ذلك، والثَّاني: وهو الشِّركُ الخَفِيُّ؛ الرِّياءُ، وهو: ما يتسرَّبُ إلى أعمالِ القُلوبِ وخفايا النُّفوسِ؛ وهذا لا يَطَّلِعُ عليه إلَّا علَّامُ الغُيوبِ.
ثم قال: والسِّحرُ، وهو قِسمانِ؛ الأوَّلُ: عَقْدٌ وَرَقيٌّ، أي: قِراءاتٌ وطلاسِمُ يتوصَّلُ بها
السَّاحرُ إلى اسْتِخدامِ الشَّياطين فيما يُريدُ به ضَرَرَ المَسحورِ، لكنْ قَدْ قال اللهُ تعالى: {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ} [البقرة: 102]. والثَّاني: أَدوِيةٌ وعَقاقيرُ تُؤثِّرُ على بَدَنِ المَسحورِ وعَقْلِه وإرادتِه ومَيْلِه، فتَجِده يَنصرِفُ ويَميلُ، وهو ما يُسمَّى بالصَّرْفِ والعَطْفِ.
وقتْلُ النَّفسِ الَّتي حرَّمَ اللهُ: وهي النفَّسُ المعصومةُ بإسلامٍ أو ذمَّةٍ أو عهدٍ أو أمانٍ إلَّا بِالحقِّ، كالقَتلِ قِصاصًا أو حَدًّا أو رِدَّةً.
وأكْلُ الرِّبا: والرِّبا زيادةُ أحدِ البَدلين المتجانسَينِ مِن غيرِ أن يُقابِل هذه الزيادةَ عِوضٌ، أو كلُّ زيادةٍ لم يُقابِلها عوضٌ، وهو ظُلمٌ للإنسانِ، وأكلٌ لِمالِه بالباطِلِ، ومُحاربةٌ لله ورسولِه، كما حَكى القرآنُ.
وأكْلُ مالِ اليتيمِ، أي: إتلافُ مالِه، وخَصَّ الأكْلَ بالذِّكرِ؛ لأنَّه المقصودُ الغالِبُ مِنَ المالِ.
والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، أي: الفِرارُ مِنَ القِتالِ يومَ مُلاقاةِ الكفَّارِ وأعداءِ اللهِ.
وقذْفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ، والقذْفُ هو الاتِّهامُ بِالزِّنا، والمحصَناتُ هنَّ العفيفاتُ، والغافلاتُ البريئاتُ اللَّواتي لا يَفطِنَّ إلى ما رُمِينَ به مِنَ الفجورِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/23562