قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ونَفْسُ الهَوى والشَّهْوَةِ لا يُعاقَبُ عَلَيْهِ، بَلْ عَلى اتِّباعِهِ والعَمَلِ بِهِ؛ فَإذا كانَتْ النَّفْسُ تَهْوى وهُوَ يَنْهاها كانَ نَهْيُهُ عِبادَةً لِلَّهِ وعَمَلًا صالِحًا. وثَبَتَ عَنْهُ ﷺ أنَّهُ قالَ: “المُجاهِدُ مَن جاهَدَ نَفْسَهُ فِي ذاتِ اللَّهِ”؛ فَيُؤْمَرُ بِجِهادِها كَما يُؤْمَرُ بِجِهادِ مَن يَأْمُرُ بِالمَعاصِي ويَدْعُو إلَيْها، وهُوَ إلى جِهادِ نَفْسِهِ أحْوَجُ؛ فَإنَّ هَذا فَرْضُ عَيْنٍ، وذاكَ فَرْضُ كِفايَةٍ. والصَّبْرُ فِي هَذا مِن أفْضَلِ الأعْمالِ؛ فَإنَّ هَذا الجِهادَ حَقِيقَةُ ذَلِكَ الجِهادِ فَمَن صَبَرَ عَلَيْهِ صَبَرَ عَلى ذَلِكَ الجِهادِ. كَما قالَ ﷺ: “والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ السَّيِّئاتِ”
مجموع الفتاوى ١٠/ 635
