تغطية الأواني وغلقها من وسائل الوقاية من الأوبئة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَـقُولُ: «غَطُّوا الإِناءَ، وأَوكُـوا السِّقاءَ، فإِنَّ في السَّنَـةِ لَـيْـلَـةً يَـنْزِلُ فيها وبـاءٌ؛ لا يَـمُـرُّ بـإِناءٍ ليسَ عليـهِ غِطاءٌ، أو سِقـاءٍ ليس عليه وِكاءٌ إِلا نَـزَلَ فيه مِنْ ذلك الوَباءِ». [صحيح مسلم ٢٠١٤]. قال ابن القيم رحمه الله: «وهذا مِمَّا لا تَنالُـهُ علومُ الأَطِبَّاء ومعارِفُهُم». [زاد المعاد 4/205].[/box]

الشرح والإيضاح

في هذا الحديثِ عِدَّة آدابٍ أمَرَ بِها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لحِكمٍ جليلةٍ، ومِن أجلِ السَّلامةِ والوِقايةِ من الأَوبئةِ والأمراضِ؛ فقولِهِ: (غَطُّوا الإِنَاءَ)، أي: ضَعُوا غِطاءً علَى كلِّ إِناءٍ فيهِ طعامٌ أوْ شرابٌ، وقوله: (وَأَوْكُوا السِّقَاءَ)، وَ”الإِيكَاءُ”: الشَّدُّ والرَّبْطُ، والوِكاءُ: هو ما يُشَدُّ بهِ فَمُ القِرْبةِ، والمرادُ بالسِّقاءِ: ما يُوضَعُ فيهِ الماءُ أو اللَّبِنُ ونحوُ ذَلِكَ، وتِلكَ الأَوامرُ مِن أَجْلِ أنَّ في السَّنةِ ليلةً- وقيلَ: يومًا- ينزِلُ فيها وَباءٌ، و”الوَباءُ”: مَرضٌ عامٌّ يُفضي إلى الموتِ غالِبًا، وهذا المرضُ لا يَمرُّ بإِناءٍ ليسَ عليه غِطاءٌ، أوْ سِقاءٍ ليسَ عليه وِكاءٌ، إلَّا نزَلَ فيهِما وأَصابَهُما هذا المرضُ.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ مَنِ امتَثَلَ لهذِه الأَوامِرِ سلِمَ من الضَّررِ بِحوْلِ اللهِ وقُوَّتِهِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ الأخذُ بالأسبابِ مع التوكُّلِ الكاملِ على اللهِ تعالى..
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/22912