ترك المحرمات في الدنيا أيسر من معاناة الشدائد في الآخرة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }[آل عمران:30].
قال السعدي رحمه الله: ﴿يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا﴾ أي: كاملاً موفرًا لم ينقص مثقال ذرة.. ﴿وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا﴾ أي: مسافة بعيدة، لعظم أسفها وشدة حزنها، فليحذر العبد من أعمال السوء التي لا بد أن يحزن عليها أشد الحزن، وليتركها.. فوالله لترك كل شهوة ولذة وإن عسر تركها على النفس في هذه الدار أيسر من معاناة تلك الشدائد واحتمال تلك الفضائح، ولكن العبد من ظلمه وجهله لا ينظر إلا الأمر الحاضر، فليس له عقل كامل يلحظ به عواقب الأمور فيقدم على ما ينفعه عاجلاً وآجلاً، ويحجم عمَّا يضره عاجلاً وآجلاً” [تفسير السعدي: ص١٢٨ باختصار].[/box]

الشرح والإيضاح

يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا
يومَ تجِد كلُّ نفْسٍ الَّذي عمِلَتْه من خيرٍ- سواء كان قليلًا أو كثيرًا- قد أُحضِر كاملًا موفَّرًا .
كما قال الله تعالى: وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا [الكهف: 49].
وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا
أي: والَّذي عمِلَتْه كلُّ نفْس من سوء- قلَّ أو كثُر- تُحبُّ وتتمنَّى لو أنَّ بينها وبينه مسافةً بعيدةً، أو زمانًا طويلًا متأخِّرًا (8) .
ثمَّ قال تعالى مؤكِّدًا ومهدِّدًا ومتوعِّدًا:
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
أي: ويُخوِّفُكم الله مِن نفْسِه.
وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ
أي: واللهُ رحيمٌ بخَلْقه أشدَّ الرَّحمةِ وأرقَّها؛ لذا حذَّرهم.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/3/12