تدبر القرآن بقلبك واطلب المعاني

قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ محمد:24

تدبر القرآن هو التأمل في معانيه، وفي مبادئه وعواقبه؛ فإن تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف، وبه يُستنتج كلّ خير وتُستخرج منه جميع العلوم، وبه يزداد الإيمان في القلب. فإنه يُعرِّف بالرب المعبود، وما له من صفات الكمال؛ وما يُنَزَّه عنه من سمات النقص، ويُعرِّف الطريق الموصلة إليه وصفة أهلها، وما لهم عند القدوم عليه، ويُعرِّف بالعدو، والطريق الموصلة إلى العذاب، وصفة أهلها، وما لهم عند وجود أسباب العقاب. وكلما ازداد العبد تأملاً فيه ازداد علمًا وعملاً وبصيرةً.

تفسير السعدي باختصار

الشرح والإيضاح

﴿أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَاۤ﴾ محمد ٢٤
أي: فهلا يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله، ويتأملونه حق التأمل، فإنهم لو تدبروه، لدلهم على كل خير، ولحذرهم من كل شر، ولملأ قلوبهم من الإيمان، وأفئدتهم من الإيقان، ولأوصلهم إلى المطالب العالية، والمواهب الغالية، ولبين لهم الطريق الموصلة إلى الله، وإلى جنته ومكملاتها ومفسداتها، والطريق الموصلة إلى العذاب، وبأي شيء تحذر، ولعرفهم بربهم، وأسمائه وصفاته وإحسانه، ولشوقهم إلى الثواب الجزيل، ورهبهم من العقاب الوبيل.
﴿أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ أي: قد أغلق على ما فيها من الشر وأقفلت، فلا يدخلها خير أبدا؟ هذا هو الواقع.
المصدر:
https://tafsir.app/saadi/47/24

تحميل التصميم