الزم الدعاء والحمد في السراء والضراء

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]لا تَنس تِلكَ الأيام التي كنتَ تَدعو لله ليحقق لك ما لَديكَ الآن. قال الله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [يونس:12].[/box]

الشرح و الإيضاح

وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا.
أي: وإذا أصابَ الإنسانَ الشِّدَّةُ والكَربُ اجتهَدَ في دعائِنا في جميعِ أحوالِه؛ مُضطَجِعًا على جَنْبِه، أو قاعدًا، أو قائمًا .
كما قال تعالى: وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ [لقمان: 32].
وقال سُبحانه: وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ [فصلت: 51].
فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ.
أي: فلمَّا فَرَّجْنا عن الإنسانِ المُضطَرِّ، واستجَبْنا دُعاءَه، استمَرَّ على ما كان عليه مِن الكُفرِ أو المعاصي، ونَسِيَ أو تناسى ما كان فيه مِن الشِّدَّةِ، ولم يتَّعِظْ بذلك، ولم يَشكُرِ، كأنَّه لم يَدْعُنا إلى رَفعِ ما أصابَه !
كما قال تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ [العنكبوت: 65-66].
وقال سُبحانه: وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [الزمر: 8].
كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.
أي: كما زُيِّنَ للإنسانِ الدُّعاءُ عند البَلاءِ، والإعراضُ عند الرَّخاءِ، واستمرارُه على ما كان عليه مِن كُفرانٍ بعد كَشْفِ ضُرِّه، كذلك زُيِّنَ للكافرين المُجاوِزينَ الحَدَّ في الكُفرِ والعِصيانِ ما كانوا يَعملونَه من ذلك .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/10/5