الاستعاذة بكلمات الله التامات إحدى أسباب الحفظ والسلامة

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومَساءِ كلِّ لَيلةٍ: بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولَا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ، فيضُرَّهُ شيءٌ” (صحيح الترمذي ٣٣٨٨). قال الشيخ العلامة ابن باز -رحمه الله تعالى-: ومما يحصل به الأمن والعافية والطمأنينة والسلامة من كل شر: أن يستعيذ الإنسان بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات صباحًا ومساءً.. فهذه الأذكار والتعوذات من القرآن والسنَّة كلها من أسباب الحفظ والسلامة والأمن من كل سوء؛ فينبغي لكل مؤمن ومؤمنة الإتيان بها في أوقاتها، والمحافظة عليها، وهما مطمئنان، وواثقان بربهما سبحانه وتعالى، القائم على كل شيء، والعالِم بكل شيء، والقادر على كل شيء، لا إله غيره ولا رب سواه، وبيده التصرف والمنع والضر والنفع، وهو المالك لكل شيء عز وجل. (مجموعة الفتاوى ٣/٤٥٤).[/box]

الشرح والإيضاح

قدَرُ اللهِ لا مَهْرَبَ منه ولا مانِعَ له، وعلى الإنسانِ المؤمنِ أن يَستعينَ باللهِ على أقدارِه، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “ما مِن عبدٍ يَقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ”، أي: عند صَباحِه ومَسائِه كلَّ يومٍ: “بسمِ اللهِ”، أي: أستَعينُ أو أتحفَّظُ مِن كلِّ مؤذٍ باسمِ اللهِ، وأستَصحِبُه وأتبَرَّكُ به في صَباحي أو لَيْلي، فهو “الَّذي لا يَضُرُّ معَ اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ”، أي: مع ذِكرِ اللهِ باعتقادٍ حسَنٍ ونيَّةٍ خالصةٍ، لا يقَعُ ضرَرٌ ممَّا في الأرضِ مِن بَلاءٍ، ولا ممَّا يَنزِلُ مِن السَّماءِ، “وهو السَّميعُ”، أي: لِكَلامِنا وكلِّ ما يَدورُ في الكونِ، “العليمُ”، أي: بأفعالِنا وأحوالِنا، وكلِّ ما في الكونِ “ثلاثَ مرَّاتٍ”، أي: يقولُ هذا الدُّعاءَ ثلاثَ مرَّاتٍ مع الاعتقادِ الحسَنِ وإخلاصِ النِّيَّةِ، “فيَضُرَّه شيءٌ”، أي: فلَن يَضُرَّه شيءٌ مع قولِه لهذا الدُّعاءِ في يومِه أو ليلتِه.
قال أبو الزِّنادِ: “وكان أبانٌ”، وهو ابنُ عُثمانَ بنِ عفَّانَ راوي الحديثِ عن أبيه، “قد أصابه طرَفُ فالِجٍ”، أي: جزءٌ مِن شَللٍ أصاب أحَدَ جانِبَيِ الجسَدِ، “فجعَل الرَّجلُ”، أي: المستمِعُ لحديثِ أبانٍ، “يَنظُرُ إليه”، أي: مُتعجِّبًا بين قولِه وبينَ ما أصابه، فقال له أبانٌ: “ما تَنظُرُ؟”، أي: عرَف أبانٌ سبَبَ نظَرِه وهو التَّعجُّبُ الَّذي عِندَه والمفارقةُ الَّتي وجَدها فيه، فقال له: “أمَا إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُك”، أي: إنَّه لا طَعْنَ في الحديثِ على ما أصابَني، “ولكنِّي لم أقُلْه”، أي: نَسيتُ قولَ الدُّعاءِ في يَوْمي على غيرِ العادةِ، “يومَئذٍ”، أي: يومَ ما أصابَه ذلك المرَضُ، “لِيُمضِيَ اللهُ عليَّ قدَرَه”، أي: ما قدَّرَه اللهُ لي فيما أصابني.
وفي الحديثِ: بيانُ ما كان عِندَ التَّابِعين مِن الإيمانِ بالقدَرِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/36006