اعلم أنه ‏لا ملجأ من الله إلا إليه

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]قال الله تبارك وتعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[التوبة: 118-119].[/box]

الشرح و الإيضاح

وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ.
أي: وتاب اللهُ على أصحابِ النبيِّ الثَّلاثةِ الذين أخَّرَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ الحُكمَ في أمْرِهم إلى أن يَحكُمَ اللهُ تعالى فيهم، ويبُتَّ في شأنِهم .
حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ.
أي: حتى إذا ضاقَتِ الأرضُ على هؤلاء الثلاثةِ مع سَعَتِها، وذلك أنَّهم أُمِروا باعتزالِ أزواجِهم، ومُنِع المسلمون مِن معاملتِهم وكلامِهم، مع إعراضِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عنهم .
وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ.
أي: وضاقَتْ عليهم أنفُسُهم؛ بسبَبِ الهَمِّ والكَربِ والحُزنِ الذي أصابَهم.
وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ.
أي: وأيقَنوا أنَّه لا شَيءَ لهم يَرجِعونَ إليه؛ لِيَسلَموا مِن عَذابِ اللهِ وسَخَطِه، ويرتَفِع عنهم الكَربُ والبَلاءُ، إلَّا اللهُ وَحْدَه دُونَ مَن سِواه .
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ.
أي: ثمَّ وفَّقَ اللهُ الأصحابَ الثَّلاثةَ للتَّوبةِ؛ لِتَقَعَ منهم فيَرجِعُوا إلى اللهِ، ويَستَقيموا على طاعَتِه .
إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .
أي: إنَّ اللهُ هو كثيرُ قَبولِ التَّوبةِ، فيُوفِّقُ مَن يشاء مِن عِباده للتَّوبةِ، ويَقبَلُها منهم، واسِعُ الرَّحمةِ، ومِن رَحمتِه ألَّا يُعاقِبَ التَّائبينَ بعد تَوبتِهم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ (119).
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ.
أي: يا أيُّها المُؤمِنونَ اتَّقُوا اللهَ، بامتثالِ أوامِرِه، واجتنابِ نواهِيه .
وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ.
أي: وكونوا- أيُّها المُؤمِنونَ- مع الصَّادقينَ في إيمانِهم وأقوالِهم وأفعالِهم، لا تتخَلَّفوا عن صُحبَتِهم، واتَّبِعوا سبيلَهم، والزَموا الصِّدقَ؛ لِتَكونوا معهم في الآخرةِ .
مصدر الشرح:
https://dorar.net/tafseer/9/43