أين تقف المرأة إذا صلت مع الرجل جماعة؟

[box type=”shadow” align=”” class=”” width=””]جاء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ صَلَّى بِهِ وَبِأُمِّهِ أَوْ خَالَتِهِ، قَالَ: فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، وَأَقَامَ الْمَرْأَةَ خَلْفَنَا (رواه مسلم: 1056). قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: وإن صلى بامرأته تكون خلفه، إذا صلى الإنسان بزوجته أو بغيرها من النساء يكن خلفه، لا يقفن عن يمينه ولا عن شماله، بل تكون المرأة خلف الرجل، سواء كان زوجة أو أُمّاً أو غير ذلك. (فتاوى نور على الدرب: فتوى رقم 25596).[/box]

الشرح والإيضاح

مِن الأمورِ التي حثَّ عليها الإسلامُ ورغَّب فيها: إجابةُ الدَّعوةِ؛ لِمَا في ذلك مِن إظهارِ الأُخوَّةِ والمَودَّةِ بينَ المُسلِمينَ، وفي هذا الحَديثِ نُموذَجٌ لذلكَ؛ يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ: دخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَينا البيتَ، وما يوجدُ في البَيتِ إلَّا أنا وأمِّي- وهيَ أمُّ سُلَيمٍ- وأمُّ حَرامٍ خالَتي، فقال لهُم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “قومُوا فلأُصلِّ بكُم”، وكانَ ذلكَ في غَيرِ وقْتِ صَلاةِ الفريضَةِ، أي: صلَّى بهم ركعتَينِ تطوُّعًا، فقالَ رجلٌ لثابِتٍ- وثابِتٌ هوَ الرَّاوي عن أنَسٍ-: أينَ جعَلَ أنَسًا مِنه؟ أي: أينَ وقَفَ أنسٌ وهو يُصلِّي مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ؟ فقالَ: جعَلَه على يَمينِه، ثمَّ دعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأَهلِ البَيتِ بكلِّ خيرٍ مِن خَيرِ الدُّنيا والآخرَةِ، فقالتْ أمُّ أنسٍ: يا رسولَ اللهِ، “خُوَيدِمُكَ”- أي: غلامُكَ الذي يَخدُمكَ- ادعُ اللهَ لَهُ، فدَعا له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكلِّ خيرٍ، وكانَ في آخرِ ما دَعا به أن قالَ: “اللهمَّ أكثِرْ مالَه وولدَه، وباركْ له فيهِ”، ووجَدَ أنسٌ بركةَ دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مالِه وولدِه، فكانَ أكثرَ الأنصارِ مالاً، ورأى مِن صُلبِه الكثيرَ مِن ولدِه.
وفي الحَديثِ: الدُّعاءُ بكثْرَةِ المالِ والولدِ.
مصدر الشرح:
https://dorar.net/hadith/sharh/23392